للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ؛ وَجَائِزَتُهُ يَوْم وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَ صَاحِبِهِ حَتَّى يُحْرِجَهُ؛ الضِّيَافَةُ

===

اليوم الآخر، مع ما فيه من المجازاة على الأعمال، ووصفه بالآخر؛ لتأخره عن الدنيا.

والمعنى: من كان يصدق بالمبدأ والمعاد .. (فليكرم ضيفه) النازل به؛ الغني والفقير، والمسلم والكافر؛ بطلاقة الوجه، وتعجيل قراه وإكرام نزله ورفع منزلته والقيام بنفسه في خدمته.

(وجائزته) بالرفع مبتدأ، خبره (يوم وليلة) والجملة الاسمية حال من الضيف؛ أي: فليكرم ضيفه؛ أي: حال كون ذلك الضيف مجوزًا؛ أي: معطىً زادًا يجوز ويمر به مسافة يوم وليلة؛ أي: تكفيه قوت يوم وليلة، أو حال من فاعل (يكرم) تقديره: حالة كونه مجوزًا مزودًا له زادًا يكفيه قوت يوم وليلة.

وفي بعض الرواية: بإسقاط (الواو) ونصب (جائزته) مع نصب (يوم وليلة) على أنه بدل اشتمال مما قبله؛ أي: فليكرم ضيفه جائزته؛ أي: زاده بإعطائه قوتًا يكفيه يومًا وليلة، أو مفعول به لفعل محذوف معطوف على (يكرم) أي: فليكرم ضيفه، وليعط له جائزة تكفيه يومًا وليلةً؛ أي: ما يجوز ويمر به من منهل إلى منهل إن كان مارًا عليه؛ أي: فليزوده عند توديعه ما يكفي له يومًا وليلة، وتسمى الجيزة؛ لأن المسافر يجوز به من منزل إلى منزل، والجائزة: العطية، فيقال: أجزته؛ كما يقال: أعطيته.

(وَلَا يحل) أي: لا يجوز الله) أي للضيف (أن يثوي) ويقيم (عند صاحبه) وأخيه المضيف له أكثر من ثلاثة أيام (حتى يحرجه) من الإحراج؛ أي: حتى يؤثمه ويدخل عليه الحرج والتعب والضيق باستقراضه ما يضيفه به، أو يحمله على إطعامه من الأطعمة المحرمة؛ (الضيافة) الكاملة المستحقة

<<  <  ج: ص:  >  >>