للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُحْرَمِ الْخَيْرَ".

===

من الخير كله؛ إذ الخير لا يكتب إلَّا بالرفق والتأني وترك الاستعجال في الأمور.

انتهى "سندي والمعنى: (من يحرم الرفق) والتيسير والتسهيل في أمور الدين والدنيا .. (يحرم الخير) أي: خير الدنيا والآخرة، بالبناء للمفعول في الموضعين، مجزومًا أو مرفوعًا. انتهى من "المرقاة".

قال في "المبارق": وهو من الحرمان؛ وهو متعد إلى مفعولين: أحدهما الضمير النائب مناب الفاعل، والثاني الرفق في الأول، والخير في الثاني، واللام في الرفق للحقيقة وهو ضد العنف؛ أي: من حرم الرفق .. صار محرومًا من الخير، واللام فيه للعهد الذهني؛ وهو الخير الحاصل من الرفق. انتهى.

وقال القاضي عياض: يدلُّ على أن الرفق خير كله، وسبب كلّ خير، وجالب كلّ نفع، وضده الخرق والاستعجال والعنف، وهو مفسد للأعمال وموجب لسيئ الأَخلاقِ؛ لقوله تعالى {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ} (١). انتهى.

وقال القرطبي: معناه: من يحرم الرفق .. يفضي به إلى أن يحرم خير الدنيا والآخرة. انتهى "دهني"، انتهى من "الكوكب".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في الرفق، والترمذي في كتاب الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذِّمة، ومالك في الموطأ في كتاب الاستئذان، باب ما يؤمر به من العمل في السفر مطولًا، وابن أبي شيبة في "مصنفه".

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.


(١) سورة آل عمران: (١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>