قال في "تحفة الأحوذي": قوله: (سيئ المَلَكة) - بفتح الميم واللام - بمعنى: المِلْك، يقال: مَلكَه يَمْلِكُه، من باب ضرب، مُلكًا - مثلثة الميم - ومَلَكة - محركةً - ومَمْلُكَة - بضم اللام أو يثلث - كذا في "القاموس".
وقال الجزري في "النهاية": يقال: فلانٌ حسَنُ الملكة؛ إذا كان حسنَ الصُنْع إلى مماليكه، وسيئ الملكة، هو الذي يُسيء صُحبةَ المماليك ولا يُحسن عشرتَهم، بالتقتير عليهم في قوتهم، وبتكليفهم بالأعمال الشَّاقَّةِ. انتهى بتصرف وزيادة.
(قالوا) أي: قال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ أليس أخبرتنا) أولًا (أن هذه الأمة) المحمدية (أكثرُ الأممِ مملوكين) لكثرة غنائمهم (ويتامى) لكثرة قَتْلِهم في الجهاد؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) أخبرتُكم ذلك، فهو حق ولكن (فأكرموهم) بوفاء حقوقهم عليكم (ككرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون) منه (قالوا: فما ينفعُنا في الدنيا؟ قال: فَرَسٌ تَرْتَبِطُه) وتَعلِفهُ للجهاد، فـ (تقاتل عليه في سبيل الله، مملوكك يكفيك) في خدمتك وخدمة فرسك (فإذا صلى) ذلك المملوك ما فُرض عليه من الصلاة .. (فهو) أي: فذلك المملوك (أخوك) في الدين، أي: ينبغي لك أن تُنْزِلَه منزلةَ أخيك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الإحسان إلى الخدم.