للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُوا،

===

وهو قوله: (حتى تؤمنوا) إيمانًا كاملًا، وحذفت هن هذا؛ لأن حذفها علامة لنصب المضارع بعد حتى الناصبة.

وقوله ثانيًا: (وَلَا تؤمنوا) حذفت منه نون الرفع لمشاكلة قوله: (حتى تحابوا) وحذفت النون من هذا؛ لأن حذفها علامة لنصب المضارع بعد حتى الناصبة ومواضع النون أربعة، حذفت من الأول والثالث؛ للمشاكلة، وحذفت من الثاني والرابع؛ لدخول الناصب عليهما؛ وهو حتى الجارة.

قال السندي: قوله: "لا تدخلوا الجَنَّة" هكذا بحذف النون ها هنا، وفي قوله: (وَلَا تؤمنوا) والقياس ثبوتها في الموضعين.

وإعرابهما؛ أي: إعراب (لا تدخلوا، ولا تؤمنوا) أي: إعراب كلّ منهما أن يقال: (لا) نافية مبنية على السكون (تدخلوا، وتؤمنوا) فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعهما ثبات النون المحذوفة؛ لمشاكلة ما بعدها، والواو فيهما في محل الرفع فاعل مبني على السكون؛ لأنه حذف فيهما نون علامة الإعراب للمجانسة والازدواج، والمحذوف بلا عامل كالثابت، ثم الكلام محمول على المبالغة في الحث على التحاب وإفشاء السلام.

أو المراد: لا تستحقوا دخول الجَنَّة أولًا حتى تؤمنوا إيمانًا كاملًا، ولا تؤمنوا ذلك الإيمان حتى تحابوا، وأصله: تتحابوا، فحذفت إحدى إحدى؛ لتوالي الأمثال؛ أي: حتى يحب بعضكم بعضًا، وأما حمل (حتى تؤمنوا) على أصل الإيمان، وحمل (وَلَا تؤمنوا) على كماله .. فيأباه أن الكلام على هيئة الأَشْكالِ المنطقية، والظاهر: أنه قصد به البرهان، وهذا التأويل يُخِلُّ به؛ لإخلاله بتكرار الحد الأوسط المشترطِ في البرهان، فليتأمل. انتهى منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>