للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعْضُنَا لِبَعْضٍ؟ قَالَ: "لَا"، قُلْنَا: أَيُعَانِقُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟ قَالَ: "لَا، وَلكِنْ تَصَافَحُوا".

===

(بعضنا) رأسه (لبعض) آخر؛ لتعظيمه عند اللقاء؛ كهيئة الراكع؛ كما تفعله نصارى الحبشة؟ فـ (قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا) ينحني له رأسه وظهره، (قلنا: أيعانق بعضنا بعضًا؟ ) أي: هل يضم بعضنا عنقه إلى عنق الآخر عند اللقاء؛ كما يفعله بعض المسلمين في عصرنا هذا؟ فـ (قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جواب سؤاله: (لا) يعانق بعضكم بعضًا؛ أي: على الدوام، وإلا .. فالمعانقة أحيانأ لإظهار المحبة جائزة، إلَّا إن كان أحدهما صبيًّا؛ كما يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن والحسين.

(ولكن تصافحوا) فيما بينكم عند اللقاء؛ من المصافحة؛ وهو إفضاء وإلصاق صفحة كف أحدهما إلى كف الآخر؛ كهيئة المبايعة.

قوله: (باب المصافحة) قال في "تاج العروس شرح القاموس": يقال: تصافح الرجل بيده يد الرجل الآخر؛ إذا وضع صفح كلِّه في صفح كلِّه، وصفحا كفيهما: وجهاهما، ومنه حديث المصافحة عند اللقاء؛ وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه، كذا في "اللسان" و"الأساس" و"التهذيب"، فلا يلتفت إلى قول من زعم: أن المصافحة غير عربي. انتهى.

وقال الجزري: ومنه حديث المصافحة عند اللقاء؛ وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه على الوجه، وقال الحافظ: هي مفاعلة من الصفحة؛ والمراد: الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد، وكذا قال القاري في "المرقاة" والطحاوي وغيرهما من علماء الحنفية. انتهى من "التحفة".

ومما يدلُّ على أن المصافحة بيد واحدة ما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" بقوله: حدثنا عبد الوارث بن حبان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>