ابن وضاح، حدثنا يعقوب بن كعب، حدثنا مبشر بن إسماعيل عن حسان بن نوح، عن عبيد الله بن بسر، قال: ترون يدي هذه، صافحت بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث، وإسناده صحيح، والله أعلم. انتهى من "العون".
قوله:(عن حنظلة بن عبد الرَّحمن) قال الذهبي في "الميزان" حنظلة السدوسي البصري، يقال فيه: ابن عبد الله، ويقال فيه: ابن عبيد الله، ويقال فيه: ابن عبد الرَّحمن، وقيل فيه: ابن أبي صفية، قال يحيى القطان: تركته عمدًا، كان قد اختلط، وضعفه أحمد، وقال: منكر الحديث يحدث بأعاجيب، وقال ابن معين: ليس بشيء تغير في آخره، وقال النسائي: ليس بقوي، وقال مرّة: ضعيف، قال: له في "الكتابين" يعني: الترمذي وابن ماجة حديث واحد؛ وهو قوله:(أينحني بعضنا لبعض؟ قال: لا) حسنه الترمذي. انتهى.
ولفظ الترمذي:(الرجل منا) أي: من المسلمين (يلقى أخاه) أي: في الدين (أو صديقه) أي: حبيبه، وهو أخص مما قبله (أينحني له) من الانحناء؛ وهو إمالة الرأس والظهر؟ (قال: لا) فإنه في معنى الركوع، وهو كالسجود من عبادة الله سبحانه (قال: أفيلتزمه) أي: يعتنقه ويضمه إلى نفسه (ويقبله) من التقبيل؟ (قال: لا) استدل بهذا الحديث من كره المعانقة والتقبيل، وسيأتي الكلام في هاتين المسألتين في الباب الذي يليه.
(قال: أفيأخذ بيده ويصافحه) عطف تفسير أو الثاني أخص وأتم، قاله القاري، قلت: بل الثاني هو المتعين؛ فإن بين الأخذِ باليد والمصافحةِ عمومًا وخصوصًا مطلقًا (قال: نعم. هذا حديث حسن)، وأخرجه ابن ماجة في الأدب، ومداره على حنظلة السدوسي، وقد عرفت حاله.