وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الاستئذان، باب ما جاء في المصافحة، وقال: حديث حسن، ورواه أحمد في "المسند".
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن إن قلنا: سنده حسن؛ لما سبق آنفًا، أو صحيح بما بعده من حديث البراء إن قلنا: سنده ضعيف.
قلت: هذا الحديث ضعيفٌ سندُه، حسن لما مر آنفًا، أو صحيح المتن بما بعده وبما رواه الترمذي عن همام عن قتادة عن أنس بن مالك، قال: قلت لأنس بن مالك: هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
ففيه مشروعية المصافحة، قال ابن بطال: المصافحة حسنة عند عامة العلماء، وقد استحسنها مالكٌ بعد كراهتِه، وقال النووي: المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي، قال الحافظ: ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة المرأة الأجنبية والأمرد الحسن. انتهي، انتهى من "التحفة".
فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث البراء رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٢) - ٣٦٤٦ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر) سليمان بن حيان الأزدي الكوفي، ثقةٌ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة، أو قبلها. يروي عنه:(ع).