للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وعلى أخذ الساعد؛ لأن اليد في اللغة: الكف ومن أطراف الأصابع إلى الكتف، وهو ليس بمصافحة بالاتفاق.

والتعريف الصحيح الجامع المانع: هو ما فَسَّر به أكثرُ أهل اللغة، وعليه يدلُّ لفظ المصافحة والتصافح، فبين المصافحة والأخذ باليد عموم وخصوص مطلق.

وأما قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: (علمني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكفي بين كفيه التشهد؛ كما يعلمني السورة من القرآن) أخرجه الشيخان .. فليس من المصافحة في شيء، بل هو من باب الأخذ باليد عند التعليم؛ لمزيد الاهتمام والاعتناء به.

وحاصله: أن ما روي في "صحيح البخاري" عن عبد الله بن مسعود: علمني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكفي بين كفيه ... إلى آخره، فالظاهر أنه لَمْ يكن من المصافحة المسنونة عند التلاقي، بل هو من باب الأخذ باليد عند الاهتمام بالتعليم؛ كما يصنعه الأكابر عند تعليم الأصاغر، فيأخذون باليد الواحدة أو باليدين يد الأصاغر، وقد صرح الفقهاء الحنفية أيضًا بأن كون كف ابن مسعود بين كفيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لمزيد الاعتناء والاهتمام بتعليمه التشهد، وقد ثبتٌ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأخذ باليد عند التعليم بأحاديث كثيرة؛ منها: ما رواه أحمد في "مسنده" عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قالا: كانا يكثران السفر نحو هذا البيت، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدوي: أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي، فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى ... الحديث.

ومنها: ما رواه الترمذي عن شَكَل - بفتحتين - ابن حميد العبسي الكوفي

<<  <  ج: ص:  >  >>