للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فإن قلت: أحاديث عمرو بن العاص وأبي غادية وأنس بن مالك وجرير رضي الله تعالى عنهم إنما تدل على سنية المصافحة باليد اليمنى عند البيعة لا عند اللقاء.

قلت: هذه الأحاديث؛ كما تدل على سنية المصافحة باليد اليمنى عند البيعة .. كذلك تدل على سنيتها باليد اليمنى عند اللقاء أيضًا؛ لأن المصافحة عند اللقاء والمصافحة عند البيعة متحدتان في الحقيقة، ولم يثبت تخالف حقيقتهما بدليل أصلًا.

والدليل الثالث: أن المصافحة هي إلصاق صفح الكف بصفح الكف، فالمصافحة المسنونة إما أن تكون باليد الواحدة من الجانبين، أو باليدين، وعلى كلا التقديرين المطلوب ثابت؛ أما على التقدير الأول .. فظاهر، وأما على التقدير الثاني .. فإن كانت بإلصاق صفح كف اليمنى بصفح كف اليمنى، أو بإلصاق صفح كف اليسرى بصفح كف اليسرى على صورةِ المِقْراضِ .. فعلى هذا تكون مصافحتان، ونحن مأمورون بمصافحة واحدة لا بمصافحتين، كان كانت بإلصاق صفح كف اليمنى بصفح كف اليمنى، وإلصاق صفح كف اليسرى بظهر كف اليمنى من الجانبين .. فالمصافحة هي إلصاق صفح كف اليمنى بصفح كف اليمنى، ولا عبرة لإلصاق صفح كف اليسرى بظهر كف اليمنى؛ لأنه خارج عن حقيقة المصافحة.

فإن قيل: عَرَّفَ المصافحةَ بعضُ أهلِ اللغة بأَخْذِ أيدٍ، قال في "القاموس": المصافحة: الأخذ باليد؛ كالتصافح. انتهى، والأخذ باليد عام شامل لأخذ اليد واليدين بإلصاق صفح الكف بصفح الكف أو بظهرها.

قلت: هذا تعريف بالأعم؛ لأنه يصدق على أخذ العضد وعلى أخذ المرفق

<<  <  ج: ص:  >  >>