قلتُ: أردت أن أَشْتَرِط، قال:"تشترط ماذا؟ " قلت: أن يغفر لي، قال:"أما علِمْتَ يا عمرو أن الإسلامَ يَهدِمُ ما كان قبله ... " الحديث.
قوله:"فلأبايعك" هذا التركيب الفاء فيه زائدة، واللام فيه لام كي، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة، وليمست اللام فيه لام الأمر؛ لأن العاقل لا يأمر نفسه، فكأنه قال: ابسط يمينك لأبايعك؛ أي: لكي أبايعك، والله أعلم.
ورواه أبو عوانة في "صحيحه" وفيه: فقلت: يا رسول الله؛ ابسط يدك لأبايعك، فبسط يمينه.
قال القاري في "المرقاة" في شرح هذا الحديث: ابسط يمينك؛ أي: افتحها ومُدَّها؛ لِأضَعَ يميني عليها؛ كما هو العادة في البيعةِ. انتهى.
وهذا الحديث نص صريح في أن السنة في المصافحة عند البيعة باليد اليمنى من الجانبين، وقد صحَّتْ في هذا أحاديث كثيرة، ذكرناها في رسالتنا المسماة بـ "المقالة الحسنى في سنية المصافحة باليد اليمنى" فمنها: ما رواه أحمد في "مسنده" بإسناد صحيح عن أبي غادية يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو سعيد: فقلت له: بيمينك؟ قال:"نعم" ... الحديث.
ومنها: ما رواه أحمد في "مسنده" بإسناد صحيح عن أنس بن مالك يقول: بايعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي هذه - يعني: اليمنى - على السمع والطاعة فيما استطعتُ.
ومنها: ما رواه أحمد في "مسنده" بإسناد صحيح عن زياد بن علاقة قال: سمعت جريرًا يقول: حين مات المغيرة، وفيه: أما بعد: فإني أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبايعه بيدي هذه على الإسلام، فاشترط علي النصح.