الجانبين سواء كانت عند اللقاء أو عند البيعة .. ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا حسان بن نوح الحمصي، قال: رأيت عبد الله بن بسر رضي الله عنه يقول: (ترون كفي هذه، فأشهد أني وضعتها على كف محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الحديث إسناده صحيح، ورواه الحافظ بن عبد البر في كتابه "التمهيد" قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وضاح، قال: حدثنا يعقوب بن كعب، قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل عن حسان بن نوح عن عبد الله بن بسر، قال: ترون يدي هذه، صافَحْتُ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الحديث) رجاله كلهم ثقات، وإسناده متصل؛ كما بيَّنَ طبقاتِهم صاحبُ "التحفة" في شرحه على الترمذي، فراجعه.
ويؤيد حديث عبد الله بن بسر هذا حديث أبي أمامة:"تمام التحية الأخذ باليد والمصافحة باليمنى"، رواه الحاكم في "الكنى" كذا في "كَنْزِ العمال".
ويؤيده أيضًا حديث أنس بن مالك (صافحتُ بكفي هذه كفَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما مسست خزًا ولا حريرًا الين من كلِّه صلى الله عليه وسلم) ذكره الشيخ محمد عابد السندي في "حَصرِ الشارد"، والقاضي الشوكاني في "إتحاف الأكابر"، وهذان الحديثان إنما ذكرناهما للتأييد والاستشهاد؛ لأن في أسانيدهما ضعفًا وكلامًا.
والدليل الثاني على ما قلنا؛ من أن السنة في المصافحة أن تكون باليمنى، سواء عند اللقاء أو عند البيعة .. ما رواه مسلم في "صحيحه" عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: ابْسُطْ يمينَك فلأُبايِعكَ، فبَسط يمينَه، فقبضتُ يدي، فقال:"ما لَكَ يا عمرو؟ "