أبو موسى؛ أي: انطلق وذهب أبو موسى ورجع إلى بيته، ولم ينتظر أبو موسى الإذن له؛ كأن عمر شغل عن الإذن له بأمر مهم من أمور المسلمين، فاستأذن أبو موسى ثلاث مرات فلم يأذن له عمر، فرجع أبو موسى إلى بيته (فأرسل إليه) أي: إلى أبي موسى (عمر) مرّة ثانية فدعاه، فجاء إليه أبو موسى، فقال له عمر:(ما ردك؟ ) أي: أي سبب رجعك وردك إلى منزلك بعدما أتيت إلينا ولم تدخل علي؟ (قال) أبو موسى في جواب سؤال عمر: (استأذنت) أي: طلبت منك الإذن في الدخول عليك (الاستئذان الذي أمرنا به) أي: بذلك الاستئذان (رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا) منصوب على المفعولية المطلقة باستأذنت في الدخول عليك ثلاث استئذانات؛ الاستئذان الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول بيت الغير، فالاستئذان منصوب على أنه مفعول به، وثلاثًا على المفعولية المطلقة (فإن أذِنَ لنا .. دخلنا، وإن لَمْ يُؤذن لنا .. رجعنا) إلى منزلنا؛ أي: استأذنت منك الاستئذان الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا استأذن أحدكم في دخول بيت الغير فلم يؤذن له .. فليرجع" ظاهره أن صاحب المنزل إذا سمع الاستئذان ولم يأذن له .. فليرجع، والنظم القرآني يؤيده حيث قال تعالى:{وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}(١)، وأما إذا لَمْ يسمع .. فالأَوْلَى تكرار الاستئذان حتى يسمع؛ كما قاله بعضهم.
فقوله:"فليرجع" أي: لأن عدم الإجابة من صاحب البيت ثلاث مرات