للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

جابر؛ إنكارًا منه عليه، والثاني: أنه قال: إن لفظ (أنا) يستعمل لكل متكلم، فلا يحصل به التعريف.

وبالجملة: ففيه كراهة لمثل هذا الجواب؛ فإن المستأذِنَ عليه أن يُعرِّفَ نفسَه بوضوح، وإن هذا الجواب ليس فيه فائدة جديدة لمن لا يعرف الصوت وإن كان الآخر يعرف الصوت، فإن كلمة (أنا) مختصرة جدًّا لا تتضح بها مميزات الصوت، ثم إن في هذا القول إيهامًا بالكبر؛ حيث يزعم الإنسان أنه غني عن التعريف، وهذا وإن كان منتفيًا في حق جابر في ذلك المقام، ولكنه تعليم عام. انتهى من "الكوكب".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الاستئذان، باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا، ومسلم في كتاب الآداب، باب قول المستأذن: (أنا) إذا قيل له: من هذا؟ وأبو داوود في كتاب الأدب، باب الرجل يستأذن بالدق، والترمذي في كتاب الاستئذان، باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والثاني للاستئناس، والأخيران للاستشهاد.

والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>