للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال النووي: زاد في رواية: (كَرِهَها) أي: والحال أنه كره مقالتي له: (أنا) لعدم إفادتها تعيين المستأذن.

قال العلماء: إذا استأذن فقيل له: من أنت؟ أو من هذا؟ كره أن يقول: (أنا) لهذا الحديث، ولأنه لَمْ يحصل بقوله: (أنا) فائدة ولا زيادة تعيين، بل الإبهام باق على حاله، بل ينبغي أن يقول: فلان ذاكرًا باسمه، وإن قال: (أنا فلان) .. فلا بأس به؛ كما قالت أم هانئ حين استأذنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذه؟ فقالت: أنا أم هانئ، ولا بأس بقوله: (أنا أبو فلان ... ) إلى آخره. انتهى.

ولا أنا الشيخ فلان، أو أنا القارئ فلان، أو أنا القاضي فلان، أو أنا الأمير فلان مما يفيد تعظيم نفسه؛ لأن ذلك التعظيم لَمْ يقصد، بل المقصود تعيين نفسه، إذا لَمْ يحصل التمييز إلَّا بذلك؛ يعني: أن المقصود تعريف المستأذن نفسه وإزالة الإبهام عنها، فبأي شيء يحصل ذلك .. يلزم عليه أن يورده، والله أعلم.

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أنا" بالتكرير توبيخ لجابر، لعدم إفادة قوله المقصود.

قال الأبي: وقيل: إنما كره ذلك؛ لأنه دَقَّ البابَ؛ كما جاء في غير "مسلم"، فأنكر عليه الاستئذان بالدق وبغير السلام. انتهى "دهني".

وقوله: (استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم) وزاد في البخاري: (في دَيْنٍ كان علَى أبي، فدققت الباب) وبه ظهر أنه المراد من قوله: (استأذنت) أي: استأذنت بدق الباب، فلذلك وبخه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله: (أنا أنا).

قوله: (فخرج وهو يقول: أنا أنا) هذا يحتمل وجهين؛ الأول: أنه كرر لفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>