والبال في الحديث يحتمل المعاني الثلاثة، والأولى: أن الحمل على المعنى الثالث أنسب؛ لعمومه المعنيين الأوليين أيضًا، كذا في "المفاتيح".
وروى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا عطس أحدكم .. فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله .. فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم".
قال ابن بطال: ذهب الجمهور إلى أنه يقول العاطس في جواب المشمت: (يهديكم الله ويصلح بالكم)، وذهب الكوفيون إلى أنه يقول:(يغفر الله لنا ولكم)، وأخرجه الطبري عن ابن مسعود وابن عمر وغيرهما، وذهب مالك والشافعي إلى أنه يتخير بين اللفظين. انتهى.
وقيل: يجمع بينهما.
قلت: أصح ما ورد في جواب المشمت هو حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في "صحيحه" فإنه قال بعد تخريجه في "الأدب المفرد": وهذا أثبت ما يروى في هذا الباب، وقال الطبري: هو من أثبت الأخبار.
وقال البيهقي: هو أصح شيء ورد في هذا الباب، وقد أخذ به الطحاوي من الحنفية، وهذا الحديث أخرجه الدارمي أيضًا. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأدب والاستئذان، باب ما جاء في تشميت العاطس، قال أبو عيسى: كان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث يقول أحيانًا: عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانًا: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا الحديث صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لأن له شاهدًا من