أرض الحبشة، سقط له، وذكره محمد بن إسحاق وغيره فيهم، وشهد سويبط رضي الله تعالى عنه بدرًا، وكان مزاحًا يُفرِطُ في الدُّعابة.
وله قصة ظريفة مع نعيمان وأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم لما فيها من الظَّرفِ وحسنِ الخلق، فنقول: حدثنا سعيد بن نصر، أخبرنا قاسم بن أصبغ، أخبرنا محمد بن وضاح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح عن الزهريّ عن وهيب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة قالت:(خرج أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرًا، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط - وكان رجلًا مزاحًا -: أطعمني، فقال: لا، حتى يجيء أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - فقال: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم، فقال لهم سويبط: تشترون مني عبدًا؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه .. فلا تفسدوا علي عبدي، قالوا: بل نشتريه منك، قال: فاشتروه منه بعشر قلائص، قال: فجاؤوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلًا، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد، قالوا: قد أخبرنا بخبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، فأخبره سويبط، فاتبعهم فرد عليهم، وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم .. أخبروه، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها حولًا). هكذا روى هذا الخبر وكيع، وخالفه غيره. انتهى من "الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ١٢٥).
قال ابن حجر في هذه الصفحة من " الإصابة": وقال عبد الرزاق: أنبأنا