وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس) وتعلم (علمًا من النجوم) أي: نوعًا من علوم النجوم .. فقد (اقتبس شعبةً) أي: تعلم قطعةً ونوعًا (من) علوم (السحر، زاد) في علم السحر (ما زاد) أي: مدة زيادته في علم النجوم؛ فما مصدرية ظرفية.
قوله:(من اقتبس) أي: أخذ وحصل وتعلم (علمًا من النجوم) أي: نوعًا من علومها أو مسألةً من علمها .. (اقتبس شعبة) أي: تعلم قطعة (من) علوم (السحر) كما (زاد) ذلك المقتبس من علم السحر (ما زاد) أي: مدة زيادته من علم النجوم؛ فما مصدرية؛ لتأويلها ما بعدها بالمصدر، ظرفية؛ لكون ذلك المصدر المؤول بها مجرورًا بإضافة ذلك المقدر إليه، وليست ما التي هنا كما التي في قولهم:(لا أصحبك ما دام زيد مترددًا إليك) لاشتراط تلك بتقدم النفي عليها؛ كما عرفت من المثال، والمعنى: زاد اقتباس شعبة السحر، ما زاد اقتباس علم النجوم، قاله القاري، لكن بزيادة وتصرف.
وقال السندي:(زاد) علمه من السحر، ما زاد علمه من النجوم.
ويحتمل أنه من كلام الراوي، أي: زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التقبيح ما زاد علمه بالنجوم. انتهى منه.
قال الخطابي: علم النجوم هو ما يستدل به أهل التنجيم على علم أحوال الكوائن والحوادث التي لم تقع، كمجيء الأمطار وكثرتها، وكثرة الثمار والأعشاب وقلتها، وقحط الأرض ونقصان البحار وزيادتها، وغلاء الأسعار