للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ورخصها، وأما ما يعلم به أوقات الصلاة وجهة القبلة .. فغير داخل فيما نهى عنه. انتهى.

وفي "شرح السنة": المنهي عنه من علم النجوم ما يَدَّعِيه أَهْلُهما من معرفةِ الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان؛ مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح، ومجيء ماء المطر، ووقوع الثلج، وظهور الحر والبرد، وتغيير الأسعار ونحوها، ويزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب واجتماعها وافتراقها، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره؛ كما قال تعالى: {نَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (١)، وأما ما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة؛ كالربع المجيب .. فإنه غير داخل فيما نهى عنه.

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (٢)، وقال تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (٣)، فأخبر الله تعالى أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك، ولولاها .. لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة، روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: (تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق، ثم أمسكوا) كذا في "المرقاة". انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب، باب في النجوم، وأحمد في "المسند".


(١) سورة لقمان: (٣٤).
(٢) سورة الأنعام: (٩٧).
(٣) سورة النحل: (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>