عابدًا له تعالى، وفي الثاني مظهرًا للرحمة الإلهية، والله أعلم.
وفي "المرقاة": وروى الحاكم في "الكنى" والطبراني عن أبي زهير الثقفي مرفوعًا: "إذا سميتم .. فعبدوا" أي: انسبوا عبوديتهم إلي أسماء الله تعالى، فيشمل عبد الرحيم وعبد الملك وغيرهما، ومن حديث ابن مسعود رفعه:"أحب الأسماء إلى الله تعالى ما تعبد به"، وفي إسناد كل منهما ضعف، كذا في "فتح الباري"(١٠/ ٥٧٥).
ولا يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يفعل الأفضل، ولم يسم أحدًا من أولاده بذلك؟ والجواب: بأنه فعل ذلك؛ تشريعًا للأمة، وبيانًا للجواز، والله تعالى أعلم.
قال القرطبي: إنما كانت هذه الأسماء أحب إلى الله تعالى؛ لأنها تضمنت ما هو وصف واجب للحق تعالى؛ وهو الإلهية والرحمانية، وما هو وصف للإنسان وواجب له؛ وهو العبودية والافتقار إلى الله تعالى، ثم أضيف العبد الفقير إلى الله الغني إضافة حقيقية، فصدقت أفراد هذه الأسماء الأصلية وشرفت بهذه الإضافة التركيبية، فحصلت لهما هذه الأفضلية الأحبية، ويلحق بهذين الاسمين كل ما كان مثلهما؛ مثل: عبد الملك، وعبد الصمد، وعبد الغني. انتهى من "المفهم".
ولعل وجه كونهما أحب الأسماء دلالتهما على عبدية المرء لله تعالى، والعبدية أفضل أوصاف المرء؛ كما قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:
ومما زادني شرفًا وتيها ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيرت أحمد لي نبيا
قال السندي: قوله: "أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن" أي: