(لئن عشت) وبقيت في الدنيا (إن شاء الله) تعالى بقائي مدة من عمري (لأنهين) الناس وأزجرنهم عن (أن يسمى) بالبناء للمجهول؛ أي: أن يجعل (رباح ونجيح وأفلح ونافع ويسار) اسمًا لواحد منهم، صغيرًا كان أو كبيرًا، حرًّا كان أو عبدًا؛ أي: عن أن يُجْعَل واحدٌ من هذه الألفاظ الخمسة لواحد منهم.
قال السندي: رباح ضد الخسارة؛ والنجاح والفلاح: هو الظفر بالمطلوب؛ واليسار: من اليسر ضد العسر.
وعلة هذا النهي مذكورة في بعض رواية حديث سمرة بن جندب المذكورة في "مسلم" حيث قال صلى الله عليه وسلم: فإنك تقول: أَثَمَّ فلان، فلا يكون هو؛ والمراد: أن قول المسؤول في جواب السائل ليس عندي أفلح، أو ليس عندي نافع مثلًا فيه نوع من الشؤم، وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة، ولكن هذا النهي عند الجمهور للتنزيه لا للتحريم؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له غلام يسمى رباحًا، ومولىً اسمه يسار، فإقراره صلى الله عليه وسلم هذين الاسمين يدل على الجواز، ولهذا سمى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما مولاه نافعًا، وهو محدث مشهور.
قال النووي: ولا تختص الكراهية بهذه الخمسة وحدها، بل تكون في كل ما في معناها؛ كفائز وفواز وبشير وبشار، وعلة الكراهة ما سبق آنفًا في الحديث السابق.
وفي "الأبي": وعلتها: أن التسمية بذلك تؤدي إلي أن يسمع ما يكره؛ كما في بعض الرواية؛ لأنك تقول: أَثَمَّ هو ولا يكون، فيقول المجيب: لا، عَكْسَ