وعشرون حديثًا (٢٥)، اتفقا على حديثين، ويروي عنه:(ع)، والحسن بن سعد.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رواته من رجال "مسلم" إلا الذهلي وهو ثقة متقن.
(قال) عبد الله بن جعفر: (كان أحب ما استتر به النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته) أي: عند قضاء حاجته، بنصب (أحب) على أنه خبر كان مقدم .. (هدف) بالرفع اسم كان مؤخر؛ لكونه نكرة.
وقوله:(أو حائش نخل) أي: حائطه وبستانه الملتف أشجاره، بالرفع معطوف على هدف، والتقدير: وكان الهدف أو حائش النخل أحب ما يستتر به النبي صلى الله عليه وسلم عند قضاء حاجته حاجة الإنسان، ويجوز العكس في الإعراب، كما في بعض النسخ، والهدف: كل شيء عظيم مرتفع كالجبل وكثيب الرمل والبناء. انتهى "مصباح".
وحائش النخل: بستانه ومجتمعه الملتف أشجاره، ويسمى بالحش بضم الحاء وفتحها أيضًا، قال النووي: و (أو) في قوله: (أو حائش نخل) للتنويع لا للشك.
وفي هذا الحديث من الفقه: استحباب الاستتار عند قضاء الحاجة بحائط، أو هدف، أو وهدة، أو نحو ذلك، بحيث يغيب شخوص الإنسان عن أعين الناظرين، وهذه سنة مؤكدة. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الحيض (٢٠)، باب ما يستتر به عند قضاء الحاجة، وأبو داوود في كتاب الجهاد (٤٤)، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم، رقم (٢٥٤٩)، وأحمد