(عن معبد) بن خالد بن عبد الله (الجهني) البصري القدري، أول من أسس القدر في البصرة. روى عن: معاوية بن أبي سفيان، وابن عباس، وابن عمر، ويروي عنه:(ق) وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، صدوق في الحديث، من الثالثة، مبتدع أول من أظهر القدر في البصرة، فقتله عبد الملك وصلبه بدمشق، وأرخ سعيد بن عفير قتله في سنة ثمانين (٨٠ هـ) روى له ابن ماجه حديث معاوية: (إياكم والتمادح)، وقال العجلي: تابعي ثقة كان لا يتهم بالكذب، وقال الجوزجاني: كان رأس القدرية. انتهى من "التهذيب".
(عن معاوية) بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي أبي عبد الرحمن الشامي الخليفة الصحابي رضي الله تعالى عنهما، أسلم قبل الفتح وكتب الوحي، ومات في رجب سنة ستين (٦٠ هـ) وقد قارب الثمانين. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من: سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه معبدًا الجهني، وهو مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات.
(قال) معاوية: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والتمادح) أي: باعدوا أنفسكم عن مدح الناس غيرِكم؛ لأنه لا يخلو عن كذب، وأن يمدحكم الناس؛ لأنه يورث العجب في قلوبكم (فإنه) أي: فإن مدحكم للغير؛ كـ (الذبح) له؛ لأنه يورث العجب في ذلك الممدوح، فالعجب هلاك في الدين؛ لأنه من الكبائر، أو يوقعكم في الكذب، فهو أيضًا هلاك في الدين؛ لأنه من الكبائر.
والمعنى: فإن التمادح كذبح النفس من الجانبين؛ لأنه يورث الهلاك منهما.