ثم قال: وبالجملة: فالمدح والثناء على الرجل مكروه؛ لأنه قلما يسلم المادح من كذب بقوله في مدحه، وقلما يسلم الممدوح من عجب يدخله، وروى أن رجلًا أثنى على رجل عند عمر، فقال: عقرت الرجل عقرك الله.
والحاصل: أن المدح بغرض تشجيع الممدوح على أفعال الخير جائز؛ كما ذكره الخطابي؛ لأن ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبات كثيرة.
والمدح المكروه وهو ما خيف فيه أن يفتتن الممدوح بالعجب، أو بما قصد به التملق والأكل للأموال بالباطل.
وبما أن الفرق بينهما دقيق ربما لا يدركه المرء .. فالأحوط ما ذكره البغوي رحمه الله تعالى من الاجتناب عنه في كل موضع مُشْتَبِهٍ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم استشهد المؤلف لحديث المقداد بحديث معاوية رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤٢) - ٣٦٨٦ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر) محمد بن جعفر الهذلي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، ثقة إمام حجة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (١٦٠ هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) الزهري المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).