(قال) أبو بكرة: (مدح رجل رجلًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولم أر من ذكر اسم الرجلين (فقال النبي صلى الله عليه وسلم) للمادح من الرجلين: (ويحك) أي: يرحمك الله، وهي كلمة تقال لمن يستحق الترحم له؛ لوقوعه في هلكة (قطعت عنق صاحبك) أي: أهلكته؛ لأن من قطع عنقه يهلك.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ويحك" أي: ألزمك الله الويح والرحمة أيها المادح.
وقوله: "قطعت عنق صاحبك" يعني: الممدوح؛ أي: أهلكته؛ لأن مثل هذا المدح يورث في الممدوح إعجابًا بنفسه، والعجب مهلك له في دينه، وربما يكون إهلاكًا له في دنياه أيضًا؛ لأنه يحمله على التكبر والتعاظم، فيصيبه بذلك ضرر وفي رواية:(قطعت ظهر أخيك) أي: أهلكته، وهذه استعارة من قطع العنق الذي هو القتل؛ لاشتراكهما في الإهلاك.
وقوله:(مرارًا) منصوب على المفعولية المطلقة، يقال: أي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمادح: قطعت عنق صاحبك، قولًا مكررًا مرات كثيرة؛ مبالغةً في زجره عن مدح صاحبه.
(ثم) بعدما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمادح ذلك القول (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده خطابًا عامًا لهم ولغيرهم: (إن كان أحدكم) أيها المؤمنون (مادحًا أخاه) المسلم؛ أي: مريدًا مدحه بما فيه لا محالة ولا بد له من مدحه؛ أي: لا حيلة له في ترك مدحه ولا غنىً له عنه؛ لتيقنه وصفه بذلك الوصف في ظاهر حاله .. (فليقل) ذلك المادح: (أحسبه) أي: