نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة؛ كنشاطه لفعل الخير وازدياده منه، أو دوامه عليه، أو اقتداء الناس به .. كان مستحبًا، والله أعلم.
وقال القاضي عياض: وهذا النهي فيما يتغالى فيه من المدح ووصف الإنسان بما ليس فيه، أو فيمن يخاف عليه الإعجاب والفساد؛ وإلا .. فقد مدح صلى الله عليه وسلم، ومدح بحضرته فلم ينكر، بل حض كعب بن زهير على بعض هذا.
وأما مع القصد في المدح .. فلا نهي، واحتج لجواز القصد في المدح بحديث:"إنه لا يقبل الثناء إلا من مكافئ أو مقتصد"، وبحديث:"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح"، قال القرطبي: الإطراء: تجاوز الحد في المدح. انتهى من "الأبي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب ما يكره من التمادح، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في كراهية التمادح.
وهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.