وبما أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما:(الشعر بمنزلة الكلام؛ فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام).
فالمذموم من الشعر ما اشتمل على الكفر أو على الفسق؛ كالدعاوى الكاذبة؛ لقوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦)} (١).
أو على الكلام الفاحش، أو الغزل بأجنبية معينة، أو بالأمرد، أو هجاء إِنسان بغير حق، أو هجاء قبيلة لأجل رجل منهم، أو غير ذلك من المعاصي، فلا يجوز إنشاء مثله أو إنشاده، إلا استشهادًا في اللغة، وكذلك يذم من الشعر ما غلب على الإنسان؛ بحيث صده عن القرآنِ والعلمِ وذكرِ الله تعالى، فإذا بلغ هذا المبلغ .. لم يجز وإن كان مشتملًا على معان مباحة، وإلى هذا المعنى أشار البخاري في "صحيحه" حيث عقد ترجمة بقوله: (باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصدَّه عن ذكر الله تعالى والعلم والقرآن) أما إذا اشتمل الشعر على معنًى حسن؛ كالتوحيد وحمد الله تعالى والثناء عليه ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وسائر معاني البر والخير؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان الأحكام الأصولية والفقهية والقواعد العربية .. فهو مثاب عليه إن شاء الله تعالى.
وإذا اشتمل الشعر على معنىً مباح .. فهو مباح، وقد أخرج البغوي في "معجم الصحابة" أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لمالك بن عمير الأسلمي الشاعر رضي الله تعالى عنه أن يشبب بامرأته وبمدح راحلته؛ كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وكذلك ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع قصائد حسان وكعب رضي الله تعالى عنهما مع ما اشتملت عليه من التشبيب