الرجل قيحًا) أي: صديدًا كثيرًا (حتى يريه) أي: حتى يصيب ذلك القيح رئته وجوفه (خير له) أي: أسهل له (من أن يمتلئ) جوفه (شعرًا).
وإصابة القيح الرئة مبالغة في كثرته؛ لأن الرئة عضو باطني؛ كالكبد، إذا أصابه المرض .. هلك صاحبه، لا علاج له.
واللام في قوله:(لأن يمتلئ) لام الابتداء، أو لام القسم، كلاهما لتأكيد معنى الكلام، (جوف الرجل) بالرفع فاعل الامتلاء (قيحًا) بالنصب مفعول به، أو تمييز؛ والقيح: صديد يسيل من الجرح مثلًا.
وقوله:(حتى يريه) كلمة (حتى) ساقطة من رواية مسلم وثابتة من رواية ابن ماجه، وتقول في إعرابها:(حتى) حرف جر وغاية، والفعل بعدها منصوب بفتحة ظاهرة؛ لكونه معتلًا بالياء، والضمير المستتر في الفعل ضمير الفاعل يعود على القيح، والضمير البارز في محل النصب مفعول به عائد إلى الجوف بمعنى الرئة، وجملة أن المضمرة بعد حتى في تأويل مصدر مجرور بحتى الجارة، وحتى الجارة مع مجرورها متعلقة بالامتلاء، وتقدير الكلام: لامتلاء جوف الرجل قيحًا إلى إصابة الرئة .. خير له من امتلائه شعرًا. انتهى من الفهم السقيم.
والرئة: هو عضو باطني يسرع الهلاك إلى صاحبه إذا أصابه الداء؛ لأنه منفاخ النَّفَس، في الأرميا:(صُنْبَ) وجملة أن المصدرية في قوله: "لأن يمتلئ" في محل الرفع على الابتداء، والخبر: قوله: "خير له" والتقدير: لامتلاء جوف الرجل قيحًا كثيرًا حتى يصيب رئته فيهلكه؛ لكثرته .. خير له؛ أي: أسهل عليه من امتلاء جوفه شعرًا كثيرًا مانعًا له من تلاوة القرآن والأذكار والعلم.