للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَّا أَنَّ حَفْصًا لَمْ يَقُلْ: "يَرِيَهُ".

===

وقوله: قال أبو بكر بن أبي شيبة: (إلا أن حفصًا) شيخي (لم يقل) لفظة: (يريه) من كلام المؤلف، وإنما قالها أبو معاوية ووكيع.

وعبارة "الكوكب": (لأن يمتلئ) من امتلأ الإناء ماء؛ أي: لامتلاء جوف الرجل وباطنه قيحًا كثيرًا (حتى يريه) أي: حتى يصيب ذلك القيح لكثرته رئته، يقال: ورى الداء الرجل، إذا أصاب رئته، يري وريًا، من باب رمى؛ إذا أصاب رئته إلا أنه لفيف؛ نظير ولي يلي؛ واللفيف - عند الصرفيين -: ما كانت فاؤه ولامه حرف علة، وورى القيح جوفه؛ إذا أفسده وأكله؛ والاسم منه: الوري، يقال: ورى الرجل؛ إذا أصابه الورى، وهو مرض الرئة، فهو مَوْرُوٌ، ومَوْرِيٌّ، والوري - بسكون الراء -: مصدر، و - بفتحها -: اسم مصدر؛ وهو قيح في الجوف، أو قرح يقع في قصب الرئة؛ والتقدير: لامتلاء جوف الرجل قيحًا كثيرًا يفسد رئته فيهلكه .. خير له من امتلاء جوفه شعرًا؛ أي: أخف ضررًا؛ لأن الشعر يهلكه هلاكًا أخرويًا.

والوري: أي: الداء المصيب للرئة، يهلكه هلاكًا دنيويًا، وهو أخف من الهلاك الأخروي.

والمراد: أن يكون الشعر غالبًا عليه، مستوليًا عليه؛ بحيث يشغله عن القران وغيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى، وهذا مذموم من أي شعر كان.

وأما إذا كان القرآن والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية هو الغالب عليه .. فلا يضر حفظ اليسير من الشعر مع هذا؛ لأن جوفه ليس ممتلئًا شعرًا. انتهى "نووي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله تعالى،

<<  <  ج: ص:  >  >>