للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قيل: ويمكن أن يكون الغرض من التتريب: تجفيف بَلَّةِ المداد؛ صِيانةً مِن طَمْسِ الكتابة، ولا شك أن بقاء الكتابة على حالها أنجح للحاجة، وطموسها مخل للمقصود.

قلت: قول من قال: إن المراد بتتريب الكتاب: ذر التراب عليه؛ للتجفيف .. هو المعتمد المعول عليه؛ كما أشرنا إليه سابقًا.

قال في "القاموس": أتربه وتربه: جعل عليه التراب للتجفيف، وهذا هو المعنى المقصود من الحديث. انتهى.

وقال في "النهاية": يقال: أتربت الشيء؛ إذا جعلت عليه التراب.

قوله: "فإنه أنجح للحاجة" - بتقديم الجيم على الحاء - أي: أقرب لقضاء مطلوبه وتيسر مأربه. انتهى من "تحفة الأحوذي".

قول الترمذي: (هذا حديث منكر) لأن في سنده حمزة بن أبي حمزة النَّصِيبِي، وهو متروك متهم بالوضع؛ كما عرفت، والحديث قد أخرجه ابن ماجه أيضًا من طريق بقية بن الوليد عن أبي أحمد الدمشقي، وأبو أحمد الدمشقي مجهول، وفي الباب عن أبي الدرداء، أخرجه الطبراني في "الأوسط" بلفظ: (إذا كتب أحدكم إلى إنسان .. فليبدأ بنفسه، وإذا كتب .. فليترب كتابه؛ فهو أنجح).

قال المناوي: وهو ضعيف؛ كما بينه الهيثمي.

قلت: فهذه الأسانيد لكثرة طرقها وشواهدها يجبر بعضها بعضًا، فترتفع من درجة الضعف إلى درجة الحسن، فيكون هذا الحديث حسنًا، على أن معناه: ذَرُّ الترابِ على الكتاب الرطب لتجفيف رطوبته؛ كما يؤيد هذا المعنى العيان والمشاهدة وعمل الناس في العصر القديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>