وصفته في الاحتياج إلى التحافظ والتعاهد عليه (مثل الإبل المعقلة) - بضم الميم وفتح المهملة والقاف المشددة - على صيغة اسم المفعول، من التعقيل، أي: المشدودة المربوطة بالعقل - بضمتين - والعقل جمع عقال؛ كالكتب جمع كتاب؛ والعقال: هو الحبل الذي يشد به ذراع البعير.
(إن تعاهدها) وواظب (صاحبها) مالكًا كان أو مستأجرًا أو مستعيرًا مثلًا على حفظها (بعقلها) أي: بحبالها المشدودة على ذراعها إن قرأناه بضمتين، أو بشد ربطها إن قرأناه بفتح فسكون.
(أمسكها عليه) أي: أبقاها على نفسه (وإن أطلق) أي: فك وحل (عقلها) المشدودة عليها .. (ذهبت) وشردت وخرجت من يده، وصارت ضالة منه.
يريد أن القرآن في سرعة الذهاب والخروج من صدور الرجال؛ كالإبل المطلقة من العقل إذا لم يعاهد عليه صاحبه بالمذاكرة والمراجعة إليه.
ولفظ مسلم:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما مثل صاحب القرآن) أي: إنما مثل وشبه حافظ القرآن؛ أي: مع القرآن؛ والمراد بصاحبه: من ألف تلاوته نظرًا، أو عن ظهر قلب.
وعبارة "المفهم": وصاحب القرآن هو الحافظ له، المشتغل به، الملازم لتلاوته، ولفظ الصحبة في أصل اللغة: مستعمل في إلف الشيء وملازمته، ومنه: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى منه.
(كمثل) صاحب (الإبل المعقلة) على صيغة اسم المفعول بالتشديد وبعدمه؛ أي: مثل صاحب القرآن مع القرآن كمثل صاحب الإبل مع الإبل.