للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَؤُوا يَقُولُ الْعَبْدُ:

===

باعتبارها، ولا يظهر ذلك إلا عند لزوم الفاتحة فيها.

قال ابن الملك: قوله: (شطرين) اعلم: أن تقسيم الفاتحة نصفين بمعنى: أن بعضها ثناء إلى قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، وبعضها دعاء؛ وهو من قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ... } إلى آخر السورة.

والشطر هنا بمعنى البعض، لا أنها منصفة حقيقة؛ لأن طرف الدعاء أكثر من طرف الثناء، وقيل: إنها منصفة حقيقةً؛ لأنها سبع آيات؛ ثلاث ثناء من قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ ... } إلى {يَوْمِ الدِّينِ}، وثلاث دعاء من قوله: {اهْدِنَا ... } إلى آخرها، والآية المتوسطة: نصفها ثناء، ونصفها دعاء. انتهى "ابن الملك".

وعلى هذا الحساب لا تدخل البسملة في الفاتحة، وهو مطلوب لنا، قال ملا علي: وتمسك أصحابنا بهذا الحديث على أن البسملة ليست من الفاتحة، وبوجه آخر؛ وهو أنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر التسمية فيما حكاه عن الله سبحانه وتعالى. انتهى من بعض الهوامش.

(فنصفها) الأول ثناء (لي، ونصفها) الأخير دعاء (لعبدي، ولعبدي ما سألـ) ني من الإعانة، وفي هذا بشارة عظيمة للعبد.

(قال) أبو هريرة: (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا) الفاتحة أيها المسلمون في صلاتكم؛ فإنها واجبة عليكم في صلاتكم؛ لأن بعضها ثناء لله، وبعضها دعاء من العبد لربه، وقول المؤلف في روايته: (يقول العبد) فيقول الله في جميع المواضع بمعنى: (فإذا قال العبد .. قال الله) مع زيادة (إذا) الشرطية وجعل (فاء) الربط زائدة؛ لأنها لا تدخل على الماضي؛ كما

<<  <  ج: ص:  >  >>