للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "ذِكْرُ اللهِ"،

===

الأعمال مطلقًا، وهذا خير من بذل الأنفس والأموال، أو عطف مغاير بأن يراد بالأعمال: الأعمال اللسانية، فيكون هذا من الأعمال الفعلية؛ لأن بذل الأموال والأنفس من الأعمال الفعلية.

(قالوا) أي: قال الحاضرون من أصحابه صلى الله عليه وسلم: (وما ذاك) أي: وما الذي هو خير لنا من أعمالنا (يا رسول الله؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك الذي هو خير لكم من جميع أعمالكم (ذكر الله) تعالى بأنواع الذكر تسبيحًا وتكبيرًا وتهليلًا، وإطلاق الذكر يشمل القليل والكثير مع المداومة وعدمها، قاله السندي.

قال شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام في "قواعده": هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر النصب في جميع العبادات، بل قد يأجر الله تعالى على قليل الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإذًا يترتب الثواب على تفاوت الرتب في الشرف. انتهى.

وحديث أبي الدرداء هذا أخرجه أيضًا مالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند"، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك"، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن شاهين في "الترغيب في الذكر" كلهم من حديث أبي الدرداء، إلا أن مالكًا في "الموطأ" أوقفه عليه، وقد صححه الحاكم في "المستدرك". انتهى من "تحفة الأحوذي".

قال السندي: أحاديث أفضل الأعمال مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوهًا؛ من جملتها: إن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال المخاطبين؛ فمنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>