أي: حزينًا؛ من اكتأب الرجل - بهمزة بعد التاء المثناة - افتعل؛ من كئب الثلاثي؛ أي: حزينًا، وفي بعض النسخ:(مكتئبًا) والمعنى واحد؛ أي: أي شيء ثبت لك أراك كئيبًا؛ أي: حزينًا غير منطلق الوجه منشرح الصدر (أساءتك) وأحزنتك (إمرة ابن عمك) من النسب؟ أي: أحزنتك إمارة وخلافة ابن عمك من النسب؛ أي: أما رضيت بخلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه؟
(قال) طلحة لعمر بن الخطاب في جواب سؤاله: (لا) أي: ما أساءتني إمارته ولا خلافته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولكن) أساءني وأحزنني أمر آخر غيرها؛ وذلك أني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) في حياته: (إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد) من المسلمين (عند موته .. إلا كانت) تلك الكلمة (نورًا) أي: منيرة الصحيفته) أي: لصحيفة أعماله الحسنة يوم القيامة حتى يقرأها منورة غير مظلمة عليه (وإن جسده) أي: والحال أن جسد ذلك الأحد وجسمه (وروحه ليجدان لها) أي: لتلك الكلمة (روحًا) أي: راحة وسرورًا ورحمة ورضوانًا من الله (عند الموت) أي: عند موته.
(فلم أسأله) صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة (حتى توفي) وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـ (قال) عمر: (أنا أعلمها) أي: أعلم تلك الكلمة التي ذكرتها (هي) أي: تلك الكلمة؛ هي (التي أراد) وقصد النبي صلى الله عليه وسلم (عمه) أبا طالب؛ أي: موت عمه (عليها) أي: على