عنده (مما) أي: من النعم القديمة التي أعطاها أولًا و (أخذ) ها منه، والحال أنه لم يشكر الله عليها حين أعطاه أولًا.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
قال السندي: قوله: "إلا كان الذي أعطاه" وأدى وفعل من الحمد "أفضل مما أخذ" أي: من النعمة. انتهى من بعض الشروح.
قال ابن أبي الدنيا: بلغني عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن هذا الحديث، فقال: لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الله.
قال البيهقي: هذه غفلة من عالم؛ وذلك لأن العبد لا يصل إلى حمد الله وشكره إلا بتوفيقه، وإنما فضله؛ لما فضل من حسن الثناء على الله ومدحه إياه وليس كذالك في النعمة الأولى.
ورواه الحكيم الترمذي بلفظ:(لو أن الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي، ثم قال: الحمد لله .. لكان الحمد لله أفضل من ذلك)، وقال في معناه: لأن الدنيا فانية، والكلمة الصالحة من الباقيات الصالحات. انتهى منه.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول للاستدلال، والخامس للاستئناس، والبواقي للاستشهاد.