الإخلاص وكلمة الشهادة، وهو خبر مقدم، و (خفيفتان) وما بعده .. صفات له، والمبتدأ قوله:(سبحان الله ... ) إلى آخره.
والنكتة في تقديم الخبر: تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلام في وصف الخبر .. حسن تقديمه؛ لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع تشوقًا إلى الخبر، قال السندي: والمرادب (الكلمة): اللغوية أو العرفية، لا النحوية.
(خفيفتان على اللسان) أي: يجريان عليها بسهولة؛ لقلة حروفهما، وحسن نظمهما.
(ثقيلتان في الميزان) أي: بالمثوبة، وقيل: ثقلهما في الميزان؛ لعظم لفظهما قدرًا عند الله تعالى، قال الحافظ: وصفهما بالخفة والثقل؛ لبيان قلةِ العمل وكثرةِ الثواب.
وقال الطيبي: التحفة مستعارة للسهولة؛ شبه سهولة جريان هذا الكلام بما يخف على الحامل من بعض الحمولات، فلا يشق عليه، فذكر المشبه، وأراد المشبه به، وأما الثقل .. فعلي حقيقته؛ لأن الأعمال تتجسم عند الميزان. انتهى.
وقيل: توزن صحائف الأعمال، ويدل عليه حديث البطاقة والسجلات، وقال الحافظ: الصحيح أن الأعمال هي التي توزن، وقد أخرج أبو داوود والترمذي وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء مرفوعًا:"ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل مِن خُلُق حسن".
قال: وقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة، فقال: لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت، فلا يحملنك ثقلها على تركِها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها، فلذلك خَفَّتْ، فلا يَحْمِلَنَّكَ خفتُها على ارتكابها. انتهى.