للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ".

===

وقوله: (حبيبتان إلى الرحمن) أي: عند الرحمن، صفة ثالثة للخبر المقدم.

وقوله: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) مبتدأ مؤخر محكي يقدر إعرابه على ميم (العظيم).

قوله: "حبيبتان إلى الرحمن" تثنية حبيبة؛ وهي المحبوبة؛ لأن فيهما المدح بالصفات السلبية التي يدل عليها التنزيه، وبالصفات الثبوتية التي يدل عليها الحمد، وقيل: المراد: أن قائلها محبوب لله تعالى؛ ومحبة الله للعبد: إرادة إيصال الخير له والتكريم.

وخص الرحمن من الأسماء الحسني، للتنبيه على سعة رحمة الله تعالى، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل.

فإن قيل: فعيل بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولا سيما إذا كان موصوفه معه، فلم عدل عن التذكير إلى التأنيث؟

فالجواب: أن ذلك جائز لا واجب، وقيل: أنث؛ لمناسبة الثقيلتين والخفيفتين.

قوله: "سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده" هكذا وقع في رواية الترمذي تقديم (سبحان الله العظيم) على (سبحان الله وبحمده) وكذا وقع عند البخاري في الدعوات.

ووقع عنده في الأيمان والنذور والتوحيد بتقديم (سبحان الله وبحمده) على (سبحان الله العظيم)، وكذلك وقع عند مسلم وابن ماجه.

قال الحافظ: قيل: الواو في قوله: (وبحمده) للحال؛ والتقدير: أسبح الله متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة؛ والتقدير: أسبح الله وأتلبس

<<  <  ج: ص:  >  >>