يتحقق أنه قد غفر له ذنبه، ولا يتحقق ذلك أمثالنا إلا بلقاء الله تعالى، فواجب عليه ملازمة الخوف من الله تعالى والرجوع إلى الله بالندم على ما فعل، وبالعزم على ألا يعود إليه والإقلاع عنه.
ثم لو قدرنا أنه تحقق أنه غفر له ذلك الذنب .. تعينت عليه وظيفة الشكر؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:(أفلا أكون عبدًا شكورًا) متفق عليه عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يكرر توبته كل يوم مع كونه مغفورًا له، لِيُلْحِقَ به غيرُهُ نَفْسَه بطريق الأولي، لأن غيره يقول: إذا كانت حالُ من تحقق مغفرةُ ذنوبه هكذا .. كانت حالُ من هو في شك من ذلك أَحْرَى وأولى.
وكذلك القول في الاستغفار والتوبة يقتضي شيئًا يتاب منه، إلا أن ذلك منقسم بحسب حال من صدر منه ذلك الشيء؛ فتوبة العوام من السيئات، وتوبة الخواص من الغفلات، وتوبة خواص الخواص من الالتفات إلى الحسنات، هكذا قاله بعض أرباب القلوب الكاملة، وهو كلام حسن في نفسه، بالغ في فنه. انتهى من "المفهم".
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١١٥) - ٣٧٥٩ - (٣)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي.
(عن مغيرة بن أبي الحر) - بضم المهملة ثم راء - الكندي الكوفي، صدوق