للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا .. تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا .. تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي .. أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً ثُمَّ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا .. لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً".

===

فضلي وسعة رحمتي؛ فلا أُجازيه عليها (ومَنْ تقرَّب مني) أي: إِليَّ (شبرًا) أَي: قَدْرَ شبر .. (تقربتُ منه) أي: إليه (ذراعًا، ومَنْ تقرَّب مني) أي: إلي (ذراعًا .. تقربْتُ منه) أي: إليه (باعًا، ومن أتاني) حالة كونه (يمشي) برجلَيهِ .. (أتيتُه هرولة) أي: سعيًا وجَرْيًا (ومن لقيني) حالة كونه حاملًا (بقِرَابِ الأرضِ) أي: بمِلْئِها (خطيئة) أي: سيئة؛ أي: أتاني بقدر ما يملأ الأرض خطيئة وسيئة.

وقوله: (ثم) هنا زائدة؛ من تحريف النساخ؛ كما هي ساقطة من "صحيح مسلم"، حالة كونه (لا يشرك بي شيئًا) من المخلوق. . . (لقيته بمثلها) أي: بمثل ملء الأرض (مغفرة) بمقتضى فضلي وكرمي.

قوله: (شبرًا): وهي ما بين طرف الإبهام وطرف إحدى الأصابع الثلاثة، والذراع: ما بين المرفق وطرف الأصابع.

قال النووي: والبدع والبوع - بضم الموحدة - والبوع - بفتحها - كله بمعنىً واحد؛ وهو طول ذراعي الإنسان وعضديه وعرض صدره، قال الباجي: وهو قدر أربع أذرع.

قوله: (أتيته هرولة) أي: أتية هرولة؛ أي: سريعة، فهو منصوب على المفعولية المطلقة بأتيت؛ لأنه صفة لمصدر محذوف، وهذا كله كناية عن مضاعفة قربه تعالى.

قوله: (ومن لقيني بقراب الأرض) - بضم القاف - على المشهور؛ وهو ما يقارب ملئها، وحكي: كسر القاف، قال القاضي: قراب الأرض: ملؤها، أو ما

<<  <  ج: ص:  >  >>