بعلم قدر جزائه لا أُطْلِعَه على أحد غيري؛ فإنه يَدعُ شهوته وطعامه لأجل طلبِ رضائي، فلا أُطْلِعُ جزاءَه على غيري.
قوله:(إلي سبع مئة ضعف) قال العلامة الزَّبيدي في "شرح الإحياء": في هذا الحديث فوائد؛ الأولي: ظاهره يقتضي أن أقل التضعيف عشرة أمثال، وغايته سبع مئة ضعف.
وقد اختلف المفسرون في قوله تعالى:{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}(١): فقيل: المراد: يضاعف هذا التضعيف وهو السبع مئة، وقيل: المراد: يضاعف فوق السبع مئة لمن يشاء.
وقد ورد التضعيف بأكثر من السبع مئة في أعمال كثيرة، في أخبار كثيرة، أكثر ما جاء فيه ما رواه الحاكم في "صحيحه" من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مرفوعًا: "من حج من مكة ماشيًا حتى يرجع إلي مكة .. كتب الله له بكل خطوة سبع مئة حسنة، كلُّ حسنة مثلُ حسنات الحرم" قيل: وما حسنات الحرم؟ قال: بكل حسنة من العمل مئة ألف حسنة من الثواب" وقد أخرجه الدارقطني في "الأفراد"، والطبراني في "الكبير" والبيهقي.
والجمع بينه وبين حديث أبي هريرة هذا: أنه لم يرد في حديث أبي هريرة هذا انتهاء التضعيف؛ بدليل أن في بعض طرقه بعد قوله:(إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة) وفي أخرى: (إلى ما يشاء الله) فهذه الزيادة تبين أن هذا التضعيف يزاد على السبع مئة، والزيادة من الثقة مقبولة على الصحيح.
والثانية: قال القاضي أبو بكر بن العربي: قوله: (إلى سبع مئة ضعف)