ثم اسشتهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي ذر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٢٢) - ٣٧٦٦ - (٣)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية ووكيع).
كلاهما رويا (عن الأعمش، عن أبي صالح) ذكوان السمان.
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا الحديث من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف له) بالبناء للمفعول؛ أي: يضاعف له جزاؤه وثوابه عند الله تعالى، والمراد بالعمل هنا: الأعمال الصالحة؛ لأن السيئة لا تضاعف (الحسنة) الواحدة تجزى (بعشر أمثالها) وهذا أقل المضاعفة، وإلا .. فقد يزاد في التضعيف (إلى سبع مئة ضعف) فما فوقها إلى ما شاء الله.
(قال الله سبحانه) وتعالي: (إلا الصوم) قال البيضاوي: معناه: أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلا الصوم فلا يضاعف إلى هذا القدر، بل ثوابُه لا يُقدِّرُ قَدْرَه، ولا يحصيه أحدٌ إلا الله تعالى، ولذلك يتولَّى جزاءه، ولا يَكِلُه إلى غيره؛ كما قال:(فإنه) أي: فإن الصومَ (لي) أي: مختصٌّ عِلْمُ قدرِ جزائِه بِي (وأنا أجزي به) أي: أنا مختص