للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ"، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.

===

(عن النعمان بن بشير) بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، له ولأبويه صحبة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، سكن الشام ثم ولي إمرة الكوفة، ثم قتل بحمص سنة خمس وستين (٦٥ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) النعمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم استدلالًا على كلامه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١) ولو لم يكن الدعاء عبادة .. لم يأمر به، قوله: (قال) النعمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة) أي: هو المستحق بأن يسمى باسم العبادة، أتى بضمير الفصل؛ لإفادة الحصر؛ تأكيدًا للكلام، ثم استدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قاله بقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}؛ أي: أجب لكم؛ فالسين والتاء فيه زائدتان.

وعبارة "العون" هنا: قوله: "الدعاء هو العبادة" أي: هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة؛ لدلالته على الإقبال على الله والإعراض عما سواه؛ بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا إياه، قائمًا بوجوب العبودية، معترفًا بحق الربوبية، عالمًا بنعمة الإيجاد، طالبًا لمدد الإمداد، على وفق المراد، وتوفيق الإسعاد، كذا في "المرقاة".

وقال الشيخ في "اللمعات": الحصر للمبالغة، وقراءة الآية تعليل بأنه مأمور


(١) سورة غافر: (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>