للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

به، فيكون عبادةً أقله أن يكون مستحبة، وآخر الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، والمرادُ بعبادتي: هو الدعاءُ، ولُحوق الوعيد ينظر إلى الوجوب، لكن التحقيق: أن الدعاء ليس بواجب، والوعيد إنما هو على الاستكبار. انتهى.

قوله: ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي ... } إلى آخره، قيل: استدل بالآية على أن الدعاء عبادة؛ لأنه مأمور به، والمأمور به عبادة.

وقال القاضي: استشهد بالآية؛ لدلالتها على أن المقصود يترتب عليه تَرُتُّبَ الجزاء على الشرط، والمسبب على السبب، ويكون أتَمَّ العبادات، ويقْرُبُ من هذا قوله: (منع العبادة) أي: خالصها.

وقال الطيبي رحمه الله تعالى: يمكن أن تحمل العبادة على المعنى اللغوي؛ وهو غاية التذلل والافتقار والاستكانة، وما شرعت العبادة إلا للخضوع للبارئ وإظهار الافتقار إليه، وينصر هذا التأويل ما بعد الآية المتلوة: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (١)، حيث عبر عن عدم الافتقار والتذلل بالاستكبار.

ووضع (عبادتي) موضع (دعائي) وجعل جزاء ذلك الاستكبار الهوان والصغار، قال المنذري: وأخرجه أبو داوود والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء.


(١) سورة غافر: (٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>