من خوف الله (منيبًا) أي: راجعًا إلى طاعتك من عمل المعاصي، قال في "النهاية": الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة، يقال: أناب؛ إذا أقبل ورجع؛ أي: إليك راجعًا.
(رب؛ تقبل توبتي) بجعلها صحيحة بشرائطها واستجماع آدابها؛ فإنها لا تتخلف عن حيز القبول، قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ}(١).
(واغسل حوبتي) - بفتح الحاء ويضم - أي: امح ذنبي؛ والحوب - بالضم - مصدر، والحاب: الإثم، سمي بذلك؛ لكونه مزجورًا عنه؛ إذ الحوب في الأصل: لزجر الإبل.
وذكر المصدر دون الإثم؛ وهو الحوب؛ لأن الاستبراء من فعل الذنب أبلغ منه من نفس الذنب.
(وأجب دعوتي) أي: دعائي، وأما قول ابن حجر المكي: ذُكِرَ؛ لأنه من فوائد قبولِ التوبة .. فمُوهِم أنه لا تجابُ دعوةُ غير التائب، وليس الأمر كذلك؛ لما صح من أن دعوةَ المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا، وفي رواية:(ولو كان كافرًا).
(واهد قلبي) أي: إلي معرفةِ ربي (وسدِّد) أي: صوب وقَوِّم (لساني) حتى لا ينطق إلا بالصدق ولا يتكلم إلا بالحق (وثبت حجتي، واسْلُلْ) - بضم اللام الأولي - أي: أخرج (سخيمة قلبي) أي: غِشَّه وغِلَّه وحِقْدَه وحسدَه ونحوَها مما ينشأ من الصدر ويسكُن في القلب من مساوئ الأخلاق، قاله عليٌّ القاري.