للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَي لِي، وَانْصرْنِي عَلَى مَنْ بَغَي عَلَيَّ، رَبِّ؛ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطِيعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا

===

من الله إيقاع بلائه على أعدائه من حيث لا يشعرون، وقيل: استدراج العبد بالطاعة، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة.

وقال ابن الملك: المكر: الحيلة والفكر في دفع عدو بحيث لا يشعر به العدو، والمعنى: وامكر لي؛ أي: اهدني يا الله إلي طريق دفع أعدائي عني (ولا تمكر علي) أي: ولا تهد عدوي إلي طريق دفعه إياي عن نفسه (واهدني) أي: دلني على الخيرات أو على عيوب نفسي (ويسر الهدى لي) أي: وسهل لي اتباع الهداية أو طرق الدلالة لي حتى لا أستثقل الطاعة، ولا أنشغل عن العبادة (وانصرني) أي: بالخصوع (على من بغى علي) أي: ظلمني وتعدى علي، وهذا تخصيص لقوله أولًا: "وانصرني".

(رب؛ اجعلني لك شكارًا) قدم المتعلق؛ للاهتمام والاختصاص، أو لتحقيق مقام الإخلاص؛ أي: على النعماء والآلاء (لك ذكارًا) في أوقات النهار وآناء الليل (لك رهابًا) أي: خوافًا في السراء والضراء.

وقال ابن حجر: أي: منقطعًا عن الخلق (لك مطيعًا) أي: ممتثلًا لأوامرك (إليك مخبتًا) قال السيوطي: هو من الإخبات؛ وهو الخشوع والتواضع. انتهى.

وفي "المرقاة": أي: خاضعًا خاشعًا متواضعًا؛ من الخبت؛ وهو المطمئن من الأرض، يقال: أخبت الرجل؛ إذا نزل الخبت، ثم استعمل الخبت استعمال اللين والتواضع، قال تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} (١)؛ أي: اطمأنوا إلى ذكره.

(إليك أواهًا) أي: متضرعًا، وقيل: بكاءً؛ من التأوه؛ وهو إكثار آه


(١) سورة هود: (٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>