للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ؛ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ؛ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

===

ما فيه خير، خصوصًا الدعوات التي فيها جوامع الكلم. انتهى "عيني".

قوله: (أدعو بها في صلاتي) أي: في آخر صلاتي بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: (أدعو به في صلاتي) أي: في آخر صلاتي بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنه إراد به: الدعاء في السجود.

قال القرطبي: إنما خص الصلاة؛ لأنها بالإجابة أجدر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" رواه (م) (٤٨٢).

فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل) يا أبا بكر في دعائك إذا أردت الدعاء في صلاتك: (اللهم؛ إني ظلمت نفسي) وضَيَّعْتُها بملابسة ما يستوجب العقوبة؛ أي: يَنْقُصُ حقوقها عند الله تعالى (ظلمًا كثيرًا) أي: كثيرًا عدده وأنواعه؛ والظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، وظلم الإنسان لنفسه: هو تركها مع هواها حتى يصدر عنها من المعاصي ما يوجب عقوبتها. انتهى من "المفهم".

وفيه أن الإنسان لا يخلو عن تقصير ولو كان صديقًا (ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة) صادرة (من عندك) أي: من فضلك وجودك لا باستحقاقي إياها.

وغفران الذنوب: هو سترها بالتوبة عنها أو بالعفو عنها؛ أي: فاغفر لي تفضلًا من عندك وإن لم أكن أهلًا له، وإلا .. فالمغفرة والرحمة وكل شيء من عنده تعالى، وقد أكد ذلك بقوله: (وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم) لأنك

<<  <  ج: ص:  >  >>