كثير المغفرة والرحمة، لا لكوني مستحقًا لذلك. انتهى من "المفهم".
قال الطيبي: قوله: (مغفرة) دل التنكير فيه على أن المطلوب غفران عظيم لا يدرك كنهه، ووَصَفَه بكونه من عند الله تعالى مريدًا لذلك العظم؛ لأن الذي يكون من عند الله تعالى لا يحيط به وصف.
وقال ابن دقيق العيد: إنه إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره. انتهى.
قال القرطبي: وقد استحب بعض العلماء أن يدعى بهذا الدعاء في الصلاة قبل التسليم، وجميع الصلاة كلها عند علمائنا محل للدعاء، غير أنه يكره الدعاء في الركوع، وأقربه للإجابة السجود؛ كما ورد.
واعلم: أنه يجوز أن يدعى في الصلاة بكل دعاءٍ كان؛ بألفاظ القرآن أو بألفاظ السنة أو بغيرهما، خلافًا لمن منع ذلك إذا كان بألفاظ من عند الناس؛ وهو أحمد بن حنبل وأبو حنيفة رحمهم الله تعالى. انتهى من "المفهم".
قال في "الكوكب": وهذا الدعاء من جوامع الكلم؛ إذ فيه الاعتراف بغاية التقصير؛ وهو كونه ظالمًا ظلمًا كثيرًا، وطلب غاية الإنعام التي هي المغفرة والرحمة؛ فالأول: عبارة عن الزحزحة عن النار، والثاني: إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم. انتهى.
قال العيني: فيه اعتراف بأن الله سبحانه هو المتفضل المعطي من عنده رحمة على عباده، من غير مقابلة على عمل حسن، وفيه أيضًا استحباب قراءة الأدعية في آخر الصلاة من الدعوات المأثورة والمشابهة لألفاظ القرآن. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، وفي كتاب الدعوات، وفي كتاب باب الدعاء قبل السلام، وباب الدعاء في الصلاة،