للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّار، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْر، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْر،

===

الدعوات الآتية المذكورة بقوله: (اللهم؛ إني أعوذ) أي: أتحصن (بك) أي: بعصمتك (من فتنة النار) قال القرطبي: (فتنة النار): الضلال الموصل إليها، وقال القسطلاني: (فتنة النار): سؤالُ الخزنة؛ أي: خزنة السؤال، على سبيل التوبيخ.

(وعذاب النار) أي: العقوبة فيها والتعذيب بها (ومن فتنة القبر) هي الضلال والخطأ عن الصواب في إجابة سؤال الملكين فيه؛ وهما منكر ونكير.

(و) من (عذاب القبر) وهو ضربُ من لم يوفَّق بالجواب الصحيح بمطارق الحديد، وتعذيبُه إلى يوم القيامة.

(ومن شر فتنة الغنى) هي الحرصُ على جمعِ المال وحَبْسِه حتى يكتسبه من غير حِلِّه، ويمنعه من واجبات إنفاقه وحقوقه، قال الأبي: جمعه من حله ليس بفتنة، وفي "المدارك": عن يحيى بن يحيى: جمع الدنيا من وجهها من الزهد فيها.

وفي "جامع المقدمات": ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا زهد في الحلال، وإنما الزهد في الحرام؛ لأن العباد لم يؤمروا بالزهد فيما أحل لهم، بل يثابون على كسبه إذا تورعوا في كسبه. انتهى منه.

(و) من (شر فتنة الفقر) هي ألا يصحبه صبر ولا ورع؛ حتى يقع فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة. انتهى "سنوسي".

قال القرطبي: يعني به: الفقر المُدْقِعُ الذي لا يصحبه صَبْرٌ ولا وَرَع حتى يتورَّطَ صاحبُه بسببه فيما لا يليق بأهل الأديان ولا بأهل المروءات، حتى لا يبالي بسبب فاقته على أي حرامٍ وَثَبَ، ولا في أي ركاكةٍ تَورَّط، وقيل: المُرادُ به: فقْر

<<  <  ج: ص:  >  >>