للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّال، اللَّهُمَّ؛ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَد،

===

النفس الذي لا يَردُّهُ مُلْكُ الدنيا بحذافيرها، وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يَدُلُّ على أنَّ الغنى أفضلُ من الفقر، ولا أن الفقر أفضل من الغنى، لأنَّ الغنى والفقر المذكورين هنا مذمومان باتفاق العقلاء. انتهى من "المفهم".

قال النووي: قوله: "من شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر" لأنهما حالتان تخشى الفتنة فيهما بالتسخُّطِ وقلة الصبر والوقوع في حرام أو شبهةٍ للحاجة.

ويخاف من الغنى: الأَشر والبَطر والبخل بحقوق المال، أو إنفاقُه في إسراف أو في باطل أو في مفاخر. انتهى.

(و) أعوذ بك (من شر فتنة المسيح الدجال) لأنه كان يَفْتِن الناسَ بالدعوة إلى الإقرار بألوهيته، ويعذب مَن أنكرها أو يقتله؛ كما سيأتي في بابه.

وإنما لُقِب الدجال بالمسيح؛ لأنه ممسوح العين، وقيل: لأن أحد شِقَّي وجهِه خلق ممسوحًا لا عين فيه ولا حاجب، وقيل: لأنه يمسح الأرض إذا خرج.

وأما عيسى عليه السلام .. فقد سمي بذلك، لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، وقيل: لأن زكريا عليه السلام مسحه، وقيل: لأنه كان يمسح الأرض بسياحته، وقيل: لأن رجله كانت لا أخمص لها، وقيل: للبسه المُسوح، وقيل: هو بالعبرانية: ما شيخا، فعُزِبَ إلى المسيح.

(اللهم؛ اغسل) عني (خطاياي) وذنوبي (بماء الثلج) والثلج: الماء الذي تجمَّد لشدة برودته، قال العسقلاني: كأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم؛ لكونها مسببة عنها، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل، وبالغ فيه باستعمال المياه الباردة غاية البرودة (و) بماء (البَرَدِ) - بفتحتين - حُبوب الغمام التي تنزل من السماء مع المطر، لأنه أنقى المياه أوساخًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>