للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَس، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب، اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ".

===

(ونق قلبي من الخطايا) والذنوب (كما نقيت) وصفيت (الثوب الأبيض من الدنس) أي: من الوسخ؛ والمعنى: ونق قلبي من الخطايا الباطنية؛ وهي الأخلاق الذميمة والشمائل الرديئة.

قوله: (ونق) - بفتح النون وتشديد القاف - أمر من التنقية؛ من باب زكى وصلى.

(كما نقيت) بصيغة المعلوم المسند إلى المخاطب؛ أي: كما نقيت وصفيت (الثوب الأبيض) - بفتح المثناة الفوقية - وهو تأكيد للسابق، ومجاز عن إزالة الذنوب ومحو أثرها.

(وباعد) يا رب (بيني وبين خطاياي) وذنوبي، جمع خطيئة؛ أي: أبعد بيني وبينها (كما باعدت) أي: كتبعيدك (بين المشرق والمغرب) أي: حُلْ واحْجُزْ بيني وبينها حتى لا يبقى لها اقتراب مني بالكلية (اللهم؛ إني أعوذ بك من الكسل) وهو الفتور عن الشيء مع القدرة على عمله، إيثارًا لراحة البدن على التعب. انتهى "قسطلاني".

قال القرطبي: والكسل المتعوذ منه هو التكاسل عن الطاعات، وعن السعي في تحصيل المصالح الدينية والدنيوية.

(والهرم): وهو الزيادةُ في كبر السن، المُؤدِّيةُ إلى ضَعْف الأعضاء (و) من (المأثم) أي: من الإثم والذنب؛ والمراد به: مَا يوجب الإثم (و) من (المغرم) أي: الدين فيما لا يجوز.

قال القرطبي: والهرم المتعوذ منه هو المعبَّرُ عنه في الحديث الآخر بـ (أرذل

<<  <  ج: ص:  >  >>