العمر) وهو ضعف القوى واختلال الحواس والعقل الذي يعود الكبير بسببه إلى أسوأ من حال الصغير، وهو الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)} (١).
قال النووي: والمراد بالاستعاذة من الهرم: الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر، وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس والضبط والفهم، وتشويه بعض المنظر منه، والعجز عن كثير من الطاعات والتساهل في بعضها. انتهى.
(و) أعوذ بك من (المأثم) أي: الإثم والذنب؛ والمراد: ما يوجب الذنب (والمغرم) أي: الدين فيما لا يحل؛ كشرب الدخان والخمر (والمأثم) - بفتح الميم والمثلثة بينهما همزة ساكنة - مصدر ميمي، وكذا (المغرم) مصدر بمعنى الغرم، وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم من الغرم؛ وهو الدين .. فقد فسره صلى الله عليه وسلم في أحاديث "مسلم": أن الرجل إذا غرم .. حدث فكذب ووعد فأخلف، ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين، ولأنه قد يشتغل قلبه، وربما مات قبل وفائه فبقيت ذمته مرتهنة به. انتهى "نووي".
والمراد به: ما يستدان فيما لا يجوز وفيما يجوز ثم يعجز عن أدائه، ويحتمل أن يراد به: ما هو أعم من ذلك، وزاد البخاري في آخر هذا الحديث: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال: "إن الرجل إذا غرم .. حدث فكذب، ووعد فأخلف". انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب الدعوات والتعوذ، وأخرجه البخاري من حديث علي رضي الله عنه في كتاب الدعوات، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في الاستعاذة، والترمذي في